تم استخدام حقن الستيرويد والتي تسمى غالبًا “الكورتيزون” في جراحة العظام والتخصصات الأخرى لعدة عقود كمضادات فعالة للالتهابات ، وفي السنوات الأخيرة أصبحت أكثر إثارة للجدل حيث أثبتت الدراسات الطبية أنها من المحتمل أن يكون لها آثار سلبية على أجسامنا و قد تؤدي إلى تفاقم حالات معينة على المدى الطويل. ومع ذلك لا يزال لحقن الكورتيزون بعض الفوائد الإيجابية ، ويجب إجراء مناقشة دقيقة مع كل مريض لتحديد ما إذا كان حقن الكورتيزون أكثر فائدة أو أكثر ضررًا لكل حالة بمفردها
ما هو الكورتيزون
الكورتيزون هو نوع من الجزيئات يعرف باسم الكورتيكوستيرويد ، وهو مقدمة لهرمون الكورتيزول. تنتجه الغدة الكظرية ويلعب العديد من الأدوار المهمة في جسمك
الالتهاب هو طريقة جهازك المناعي لحماية جسمك من الإصابات أو المواد الغريبة أو أي شيء آخر قد يكون ضارًا. ينتج الالتهاب مواد مختلفة بما في ذلك هرمونات البراديكينين والهستامين. تهيج هذه الهرمونات الأعصاب وترسل إشارات الألم إلى عقلك.
تقلل جرعة الكورتيزون من مستويات الجزيئات التي تحفز الالتهاب. وهذا يمكن أن يحسن وظيفة المفاصل ويقلل من تحفيز الأعصاب مما يؤدي إلى تخفيف الألم
متى يبدأ مفعول الكورتيزون
غالبًا ما يبدأ مفعول هذه الحقن في غضون أيام قليلة، على الرغم من أن بعضها يمكن أن يكون فعالًا في غضون ساعات ، ويمكن أن تخفف الألم لمدة تصل إلى عدة أشهر اعتمادًا على:
- الجزء المعالج من جسمك
- الجرعة التي تتلقاها
- طبيعة ردة فعل جسمك
متى تكون حقنة الكورتيزون مفيدة؟
يمكن أن تكون حقنة الكورتيزون مفيدة وهذه امثله على بعض الحالات:
- الكتف المتجمدة و تعرف أيضا بالتهاب المحفظة اللاصقة للكتف – وهي أكثر شيوعًا عند النساء في منتصف العمر، وهي تشمل الشعور بالتيبّس والألم في مفصل الكتف. عادةً ما تبدأ مؤشرات المرض والأعراض ببطء وتتفاقم بعد ذلك. وتتحسَّن الأعراض عادةً بمرور الوقت، خلال فترة تتراوح بين سنة واحدة وثلاث سنوات.
حُقَن الكورتيزون قد تساعد على تخفيف الألم وتحسين حركة الكتف، خاصةً إذا أخذها المريض خلال فترة وجيزة من بدء ظهور أعراض الكتف المتجمدة
- التشخيص والعلاج – في كثير من الأحيان ، نرى مريضًا يعاني من ألم في منطقة ما ، ومع ذلك لا يمكننا تحديد المصدر الدقيق. وبالتالي فإننا نستخدم حقنة موضوعة بدقة مع الموجات فوق الصوتية (السونار) لمعرفة ما إذا كان الألم قد تم تخفيفه. إذا كان الأمر كذلك ، فنحن نشعر أننا حددنا المصدر ويمكننا بعد ذلك تحديد خطة علاج أكثر فاعلية. نستخدم هذه الإستراتيجية غالبًا لألم الورك.
- خشونة المفاصل – اثبتت بعض الدراسات ان حُقَن الكورتيزون قد تساعد في تخفيف أعراض الخشونة من آلام و تورم خصوصا في مفصل الركبة . مما يساعد المريض على العودة الى حياته وممارسة العلاج الطبيعي وتقوية العضلات التي لها دور كبير في الحفاظ على صحة المفاصل و بالتالي تقل حاجة المريض الى مسكنات
- الإصبع الزنادي هو حالة يعلق فيها أحد أصابعك في وضع الثني. و قد ينثني أو يستقيم إصبعك مع إصدار صوت طقطقة — كالضغط على زناد المسدس. تحدث هذه الحالة عندما يؤدي الالتهاب إلى تضيُّق المساحة التي تحيط بالوتر في الإصبع المُصاب.
ويعد الأشخاص الذين يستلزم عملهم أو هواياتهم إلى أفعال متكررة تحتاج إلى استخدام القبضة هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالإصبع الزنادي. كما تعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا بين النساء والأشخاص المصابين بداء السكري. يختلف علاج الإصبع الزنادي بناء على شدة الحالة.
حُقَن الكورتيزون
قد يؤدي حُقَن الكورتيزون قرب غمد الوتر أو داخله إلى الحد من الالتهاب والسماح للأوتار بالانزلاق بحرية مرة أخرى. هذا هو العلاج الأكثر شيوعًا، وهو عادةً ما يكون فعالاً لمدة عام أو أكثر لدى معظم الأشخاص المعالجين. ولكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر أكثر من حقنة واحدة.
بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، فإن حُقن الكورتيزون تميل لأن تكون أقل فعالية
- متلازمة النفق الرسغي بسبب الضغط على العصب المتوسط. النفق الرسغي هو ممر تحيط به العظام والأربطة في جانب راحة اليد. وعندما يضغط على العصب المتوسط، يمكن أن تشتمل الأعراض على الشعور الخَدَر والتنميل والضعف في اليد والذراع.
وقد تحدث الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي بسبب السمات التشريحية للرسغ والمشكلات الصحية وربما حركات اليد المتكررة.
حُقَن الكورتيزون
قد يحقن الطبيب النفق الرسغي بالكورتيزون لتخفيف الألم. وقد يستخدم الطبيب السونار لتوجيه هذه الحقن.
تقلل حُقَن الكورتيزون من الالتهاب والتورم؛ ما يخفف الضغط على العصب المتوسط. لا تُعَد الكورتيزون الفموية فعالة مثل حُقَن الكورتيزون لعلاج متلازمة النفق الرسغي
يجب تجنب حُقَن الكورتيزون في هذه الحالات:
- التهاب الأوتار المزمن والقطوع الجزئية في الكتف أو إذا كنت تعاني من مشاكل في مرفق التنس . من غير المرجح أن توفر حُقَن الكورتيزون فائدة طويلة الأجل في هذه الحالات.
- تكرار حُقَن الكورتيزون في علاج اعراض خشونة الركبة خلال فترات متقاربة حيث ننصح ان يكون هناك فترة زمنية لاتقل عن 3 أشهر بين حقنة و أخرى
- حُقَن الكورتيزون في الأوتار المعرضة لخطر التمزق مثل وتر العرقوب و وتر الصابونة وتزيد نسبة التمزق بتكرار الحقن
- خطر الإصابة بالعدوى – إذا كان هناك أي اشتباه في وجود عدوى في المفصل، فإن حقن الكورتيزون هي “محظورة”. من الأفضل شفط السائل وإرساله للتحليل أولاً قبل التفكير في استخدام الكورتيزون.
- اذا كان المريض مقبل على إجراء استبدال للمفصل في الأشهر القريبة فاننا ننصح بتجنب الكورتيزون لمدة لا تقل عن 3 أشهر